نصّ الجواب:
الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:
فصفة الصّلاة على الميّت تكون على هذا النّحو:
- أن يقوم فيكبّر، فيقرأ الفاتحة، وليس قبلها دعاء استفتاح، فإنّ ذلك خاصّ بالصّلاة المعهودة.
- وله أن يقرأ بعدها سورة أخرى، لحديث طلحة بن عبد الله بن عوف قال:" صلّيت خلف ابن عباس رضي الله عنه على جنازة فقرأ بفاتحة الكتاب وسورة [رواه البخاري].
زاد غيره: وجهر حتّى أسْمَعَنا، فلمّا فرغ أخذت بيده فسألته ؟ فقال: إِنَّمَا جَهَرْتُ لِتَعْلَمُوا أَنَّهَا سُنَّةٌ وَحَقٌّ.
- ثمّ يكبّر ويصلّي على النبيّ صلّى الله عليه وسلّم على وفق الصّلاة الإبراهيميّة؛ فإنّ ذلك أحسن.
- ثمّ يكبّر، ويدعو للميّت فيقول: ( اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِحَيِّنَا، وَمَيِّتِنَا، وَشَاهِدِنَا، وَغَائِبِنَا، وَصَغِيرِنَا، وَكَبِيرِنَا، وَذَكَرِنَا، وَأُنْثَانَا، اللَّهُمَّ مَنْ أَحْيَيْتَهُ مِنَّا فَأَحْيِهِ عَلَى الْإِسْلَامِ، وَمَنْ تَوَفَّيْتَهُ مِنَّا فَتَوَفَّهُ عَلَى الْإِيمَانِ، اللَّهُمَّ لَا تَحْرِمْنَا أَجْرَهُ وَلَا تُضِلَّنَا بَعْدَهُ ).
- وإن كان صغيراً دعا لوالديه.
- ثمّ يكبّر. والتّكبير عليها يكون أربعا أو خمسا إلى تسع تكبيرات، كلّ ذلك ثبت عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فأيّها فعل أجزأه.
والأولى الاقتصار على أربع؛ لأنّ الأحاديث فيها أقوى وأكثر، ولأنّ النّاس ما اعتادوا على غيرها، فينبغي تعليمهم قبل الإغراب عليهم.
- ويكبّر المأمومون سرّا يُسمِعون أنفسهم فحسب، وليس لهم أن يجهروا بذلك كما يفعله كثير من النّاس، إلاّ لمسمِّعٍ غيرَه، فلا بأس بأن يجهر دون غيره.
- وبعد كلّ تكبيرة يدعو بما تيسّر له، والأولى أن يدعو بالثّابت في السنّة، من ذلك:
* (( اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، وَارْحَمْهُ، وَعَافِهِ، وَاعْفُ عَنْهُ، وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ، وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ، وَاغْسِلْهُ بِالمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالبَرَدِ، وَنَقِّهِ مِنَ الذُّنُوبِ كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، اللّهُمَّ لاَ تَحْرِمْنَا أَجْرَهُ، وَلاَ تَفْتِنَّا بَعْدَهُ، وَاغْفِرْ لَنَا وَلَهُ )).
* (( اللَّهُمَّ إِنَّ فُلاَنَ ابْنَ فُلاَنٍ فِي ذِمَّتِكَ وَحَبْلِ جِوَارِكَ، فَقِهِ فِتْنَةَ القَبْرِ وَعذَابَ النَّارِ، وَأنْتَ أَهْلُ الوَفَاءِ وَالحَقِّ فَاغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ، إِنَّكَ أَنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ )).
* ( اللَّهُمَّ عَبْدُكَ وَابْنُ أَمَتِكَ، احْتَاجَ إِلَى رَحْمَتِكَ، وَأَنْتَ غَنِيٌّ عَنْ عَذَابِهِ، إِنْ كَانَ مُحْسِناً فَزِدْ فِي حَسَنَاتِهِ، وَإِنْ كَانَ مُسِيئاً فَتَجَاوَزْ عَنْهُ ).
- ثمّ يسلّم تسليمتين، أو تسليمةً واحدة، يفعل ذلك أحيانا، وذاك أحيانا أخرى.
قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (( مَنْ شَهِدَ الجَنَازَةَ حَتَّى يُصَلَّى عَلَيْهَا فَلَهُ قِيرَاطٌ، وَمَنْ شَهِدَهَا حَتَّى تُدْفَنَ فَلَهُ قِيرَاطَانِ )) قِيلَ: وَمَا القِيرَاطَانِ ؟ قَالَ: (( مِثْلُ الجَبَلَيْنِ العَظِيمَيْنِ )) [متفق عليه].
والله الموفّق لا ربّ سواه.